تحية طيبة..
يمكن للسوائل أن تتجمع مكان العمل الجراحي حتى بعد عدة أسابيع من العملية في حالات الفتوق الكبيرة التي تترافق مع وضع شبكة، وهذا الاختلاط الجراحي وارد الحدوث كثيراً وقد شاهدناه كثيراً لدى المرضى..
والإجابة على سؤالك هي على النحو التالي.. حين يتم إصلاح الفتق مع وضع شبكة فإن العملية تحتاج إلى تسليخ الأنسجة عن بعضها البعض لفتح المساحة اللازمة لوضع هذه الشبكة، ويتم ذلك من خلال فصل الجلد والشحم الملتصق به عن عضلات البطن المتوضعة تحته، وأحياناً فصل طبقات العضلات عن بعضها البعض ليتم وضع الشبكة بينها..
وهذه المساحة قد تكون في بعض الأحيان كبيرة بحيث أن فتحها يؤدي إلى انقطاع أقنية صغيرة تسير ضمن الأنسجة وتعرف باسم الأوعية اللمفاوية.. وظيفة هذه الأوعية هي نقل ما يدعى السائل اللمفاوي من الأنسجة إلى القلب. وحين تنقطع هذه الأوعية فإن السائل اللمفاوي يتجمع في الأنسجة أو في البطن بكميات كبيرة..
وطبعاً هذه الأقنية أو الأوعية صغيرة جداً ولا يمكن للجراح أن يشاهدها خلال العملية ولا بد من انقطاعها عند العمل على مساحات واسعة، ولذلك فإن تجمع السوائل في هذه العمليات هو أمر وارد جداً، ويتم الوقاية منه من خلال وضع أنبوب (مفجر، درنق) في مكان العملية يسحب هذه السوائل إلى الخارج.. ويبقى الأنبوب لعدة أيام بعد العملية ثم يقوم الطبيب بسحبه..
أما لماذا يمكن لهذا التجمع أن يحدث بعد عدة أسابيع من العملية فالإجابة هي أن العملية قد تترافق مع انقطاع أحد الأوعية اللمفاوية الكبيرة.. ومثل هذه الأوعية قد لا تنغلق بشكل كامل خلال فترة وجود الأنبوب وعند سحب الأنبوب يتسرب منها السائل اللمفاوي ببطء ويؤدي تدريجياً إلى تجمع السوائل بحيث تصبح كبيرة وظاهرة بعد عدة أسابيع من العملية، أو أن هذه الأوعية ربما تنغلق ثم تنفتح مرة ثانية بعد سحب الأنبوب وتؤدي إلى هذا التجمع...
على كل حال فإن هذا الاختلاط عادة لا خوف منه ويعالج بسحب السوائل المتجمعة بواسطة الإبرة مرة واحدة كل بضعة أيام إلى أن يتوقف التجمع.. ولكن في الحالات الشديدة التي لا تستجيب لسحب السوائل بواسطة الإبرة فربما نحتاج إلى إدخال أنبوب جديد إلى مكان العملية وتركه هناك لعدة أيام حتى يسحب كامل كمية السوائل المتبقية..
أرجو أن تكون الإجابة وافية وواضحة
مع التمنيات بالصحة والسلامة الدائمة
د. فراس الصفدي